السماء كانت على موعد
معه ، عندما سمعنا صوت اطلاق الرصاص لم نحرك ساكناً ، دوي الرصاص شوش علينا تفاهتنا
، البعض استيقظ من نومه ، أكال بعض الشتائم البذيئة وغص في نوم عميق ... ولم يشعر
أي منا بألم الولد الذي نسي طفولته على الرصيف قبل قليل .
الرصاصة الأولى سكنت
كتفه الأيسر ، والأخيرة لم تقتله وحده !!
الرصاصة التي حملت
معها قلبه . قلبه الكبير الذي يحمل حباً بحجم فلسطين لم يكن بحاجة إلى أكبر من تلك الرصاصة كي يتحول
إلى مجرد رذاذ بلون حنون فلسطين ملتصقاً على حافة رصيف .
الرصيف الذي يعرفه ،
ويعرف رذاذ علب الدهان الحمراء التي كانت تزين حبه المليء بالأخطاء الإملائية على
جدران المخيم يحتضنه الآن .
ودمه يسيل حاراً
قانياً كلون الدهان الذي اعتاد أن يكتب به على الجدران " المجد والخلود
لشهداؤنا الأبطال " .
الرصاصة لم تقتله
وحده بل قتلت طفولة أصدقائه الذين سيكتبونه حباً مليئاً بالأخطاء الإملائية على الجدران
.
هناك تعليقان (2):
جميلة جداً ... بل رائعة
بل هي روحك الأكثر جمالاً ...
شكراً لترك بصمتك .
إرسال تعليق