29‏/01‏/2014

لا الريح تحاسبنا إن أخطأنا ،، لا الرمل الأصفر

الشمس اختبأت خلف الغيوم وزخات المطر تموج مع رياح الظهيرة ، وزقزقات العصافير خفتت ، وحده الصبي الحالم يراقب هذا العالم  عبر نافذته ، ويقوم برسم رأس قلب على زجاج النافذة  و علامة نصر ثم يمسح النافذة بكم قميصه ، ويعيد زفر البخار الدافئ   ويرسم من جديد . يمر سرب  من السنونو المهاجرة يفتح نافذته فيعبق المكان برائحة المطر والسهول ، يأتيه الصوت ، " قصي " ، تعال معنا ، نعم نعم انتظروني .
::
ينتعل حذاءه بسرعة وينتشل مقلاعه الصغير ويضعه في جيب بنطاله الخلفي ، يذهب بمعية أصدقائه إلى مكان ليس ببعيد وسط المدينة  ويبدأ هناك الاشتباك مع قوات الاحتلال ، الصراخ يبتلع المكان و قنابل الغاز لا تجدي نفعاً ، اليوم ليس لكم بل لنا حتى رياح الغرب تتآمر عليكم اليوم ولتشبعوا برائحة مسيل الدموع وحدكم !...قالها أحد الفتية بصراخ للجنود المتمنعين خلف آلياتهم المفترسة  .
::

أحد الفتية سقط الآن ، وكان قصي . قصي الذي نسي أحلامه معلقة على زجاج نافذته هذا الصباح ... رأس قلب وعلامة نصر ، ترك حبيبة لم يعشقها بعد !معلقة بين وسادته والسنونو المهاجرة ، وبجانبها علامة نصر .
::

 عاجلت طفولته  رصاصة ٌمتفجرة  فلم تمهله توديع أمه  ، غابت الأصوات وأيقن أنه يحلم ، لكن الألم كان فظيعاً وأكبر من أن يحتمله جسده الغض ، نظر إلى بطنه ، ورأى الدم ينز من حيث ثقبت سترته ، شعر بدمه النازف الذي ما انكفأ عن الفوران ، نادى على الرفاق ، وأحداً لم يره ، أراد أن يصرخ لكن فمه لم يطعه هذه المرة ، أحس بثقل في عينيه ،  والألم بدأ بالاختفاء  ،  حين حمله الرفاق أحس بأنه يطير ، تذكر العصافير وأغنية الصباح ..
لا الريح تـحاسبنا ان اخطأنـا
لا الــــرمـــــل الاصـــفــر
لا الموج ينادينا ان خفق النوم
بـاعـيـنـنـا والـورد احـمـر
فكر بسترته المثقوبة ، بأمه ، امتحان الغد ، مقلاعه الصغير ...
 الأفكار تتعارك في عينيه الآن ، شريط عمره المشروخ كسترته الحمراء يمر أمامه الآن .
::
في ذلك اليوم حين غطت المدينة بنوم عميق وحده المخيم كان مظللاً بالحزن و ضوء الشموع ، لم ينتبه أحدٌ إلى رأس القلب وعلامة النصر على نافذته غير أمه ، في الصباح التالي كانت وسادته الصغيرة مبللة بدمعها ...
وعلى النافذة الصغيرة ، رأس قلب وعلامة نصر وقبلة !!
::
 السنونو والعصافير المهاجرة واصلت رحلتها  . و في وسط المدينة بقعة دم .
ــــــــــــــ
28-01-2014

الذكرى السادسة لاستشهاد
قصي سليمان الأفندي
مخيم الدهيشة 


25‏/01‏/2014

أثناء الكتابة كثيراً ما أرى دموع الكلمات تنهمر رويداً رويداً فيسيل الحبر وتضيع الكلمات !!
::::::::::::::
مستعيناً بالكثير من التفاصيل الصغيرة ، لأشكل ما يستحق أن يصفك من كلام !!
وهل يستطيع الكلام وصف جمال روحك ؟!

نص ما بعد حداثي

كما الزهور المجففة تحتفظ ببقايا رائحة الأمس كذلك قلبي محتفظاً ببقايا ألم ما ما زال يسكب فيه رويداً رويداً - هكذا وبكل عفوية - قال كلمته هذه ومضى . كان صديقي .
الآن وعلى أعتاب الربيع العربي إن صح الاسم ، و جاز التعبير !! أقف بعد أكثر من سنتين على جملته التي ألقاها في الفراغ وهام على وجهه في عواصم الربيع العربي , أقف بعد أن شاهدت رأسه يقطع على يد جبهة النصرة الإرهابية ، لم يكن هناك متسع من الوقت لا للاعتراف ولا للسجن ، ثبتت عليك تهمة حب الوطن ... إذن فليتدحرج رأسك إلى سديم الأرض وغياهب الروح .
::::::::::::::
كنص مبتور من قصيدة بشعة ، أطل سيء الذكر استبن هذا العصر عبر أثير فضائيات العمالة والانحطاط ليعلن قطع العلاقات  الدبلوماسية مع سوريا !!!
ما لبث أسبوعاً حتى خلعه الشعب !!
هكذا هي الشعوب كثيراً ما تتصرف في اللحظة الحاسمة .
:::::::::::::
الفيسبوك يمتلئ دائماً بقيء قبيح ... يقيؤنه وينصرفون ... وتنهال اللايكات كتعبير عن غباء !!
في الأمس نشر أحدهم هذه الجملة
:" مقتل 3 أطفال في سوريا على يد عصابات الإجرام والجيش الحر " ....  استغربت أن هناك ما يزيد عن 100 إعجاب ... إعجاب بماذا أيها الأغبياء .. !!!!؟؟؟
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
عندما اشتهيتها كنت قد كبرت على المغازلة وأصبح من المعيب التعبير عن حبي وطفلي الصغير ينقصه الحليب ... والجيب فارغ ... بل ومثقوب .
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
عندما خرجوا للمسيرة احتجاجاً على الغلاء لم أكن أملك أجرة تاكسي توصلني لمكان الاحتجاج .