09‏/05‏/2012

نخبُ فلسطين



في حلكة الضباب الذي ما انفك عن الازدياد في الصباحات العربية الغريبة عنا .. صباحات بلا قهوة . فقط النيكوتين هو ما يتصاعد في الدماء الآن  دافعاً الصفائح المكدسة  نحو الجمجمة والفرصة مهيئة تماماً لسكتة دماغية ..تريح الرجل المنكفئ على نفسه في زاوية قصية من سجون الاحتلال.

 تأتي نشرة الأخبار عبر الفضائيات والحديث عن معركة الأمعاء الخاوية يمر كخبر جانبي ... ووحدها كركرة الأمعاء ما يُسمع في تلك الخيمة التي تجاور خيمة أخرى وأًخرى وأخرى .. فيبدو المشهد من بعيد كمخيم لاجئين مليئ بالحزن !!!

لا شيئ يملأ الوقت هناك ولا حتى قصص الحب التي تروى تحت الخيام في الليالي الباردة ,, الوقت وحش مخيف يسير ببطء وكلما مر ازداد الجوع وصراخ الأمعاء ارتفع نحو السماء  .

والرجل الذي أحزانه وآلامه ضريبة حبه لفلسطين!! . صامد وسيظل .

وحدها فلسطين ترقبه من قريب ، تنظر إليه بقمرها عبر خيوط شباك خيمته .. تلحفه ببردها وتمتص عمره ، تلتحم بتجاعيد وجهه و وجعه وتقول له : أحبك ..

 يبادلها العشق فيعطيها عمره ولا يبخل عليها بجوعه .. يجوع لترتفع ويجوع لتبقى وستبقى حبيبته .

حبيبته فلسطين التي تغتصب  أمامه تنظر إليه بعينين طافحتين بشقائق النعمان وتقول له لن أحبل إلا منك .. حرية وحرية وحرية .

الرجل العاشق يحتسي ألمه في الصباح وحبيبته بقربه واسمها فلسطين ، الرجل العاشق يفطر خبز الحرية ويغيظ سجانه : هئنذا أحتسي ألمي ولن تمنعوا عيوني من رؤية زعتر فلسطين وقمحها وخبزها ورائحتها تفوح من مسامي رغماً عن انوفكم . 











ليست هناك تعليقات: