14‏/05‏/2012

حب بالأخطاء الإملائية


السماء كانت على موعد معه ، عندما سمعنا صوت اطلاق الرصاص لم نحرك ساكناً ، دوي الرصاص شوش علينا تفاهتنا ، البعض استيقظ من نومه ، أكال بعض الشتائم البذيئة وغص في نوم عميق ... ولم يشعر أي منا بألم الولد الذي نسي طفولته على الرصيف  قبل قليل .

الرصاصة الأولى سكنت كتفه الأيسر ، والأخيرة لم تقتله وحده !!

الرصاصة التي حملت معها قلبه . قلبه الكبير الذي يحمل حباً بحجم فلسطين  لم يكن بحاجة إلى أكبر من تلك الرصاصة كي يتحول إلى مجرد رذاذ بلون حنون فلسطين ملتصقاً على حافة رصيف .

الرصيف الذي يعرفه ، ويعرف رذاذ علب الدهان الحمراء التي كانت تزين حبه المليء بالأخطاء الإملائية على جدران المخيم يحتضنه الآن .

ودمه يسيل حاراً قانياً كلون الدهان الذي اعتاد أن يكتب به على الجدران " المجد والخلود لشهداؤنا الأبطال  " .
الرصاصة لم تقتله وحده بل قتلت طفولة أصدقائه الذين سيكتبونه حباً مليئاً بالأخطاء الإملائية على الجدران . 



هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

جميلة جداً ... بل رائعة

محمد العيسة يقول...

بل هي روحك الأكثر جمالاً ...
شكراً لترك بصمتك .