12‏/05‏/2012

عن الحرية ... والجياع


عندما وضعوه أسفل الدرجات التي يعتليها الدكتاتور ،، وسياطهم تلسع ظهره
امضغ  أوراقك ، قالوا :

نظر ببؤس ، حدق بالأوراق ،، بينما شرع بحمل كتاباته ،،


أما آن لهذه الكلمات النازفة أن تنتفض ؟؟

::

سياطهم تكوي ظهره العاري ، ودموعه تُسيل الحبر المخطوط على بياض الصحائف .. والرذاذ الأحمر يخضب الأوراق قافزاَ من انحناءة ظهره .. ليستقر على رهافة بياضها المخضب بالمداد  ؟؟


مم خوفكم أيها القتلة ،، من بضعة سطور ؟؟

 من جوع أطفالي مسطوراً على ورقة ؟؟

 من عذابات سهري الليلي وحيداً وسجائري الرخيصة ؟؟

من الدفء الذي تفتقده زوجتي ؟؟

صدقوني لم أكتب أكثر من هذا !!


:::


فمه مرغ بالتراب

بسجائره كوي ظهره ،،

شبع من الألم حتى أُتخم ...


::

في الصباح
عند العد اليومي
وجدوه مسجىً على الأرض ..

::

في ذات الصباح بثت محطات التلفزة الزيارات التي قام بها سيادة رئيس  البلاد وحامي الحمى ، لتفقد العائلات الفقيرة !!
وتبرعه السخي ..

قالوا : إن سيادته  أمرَ بصرف منحة مالية لإغاثة الفقراء !
في اليوم التالي ، وصلت جثته ، سبقها شيك ممهور بختم الرئيس.
في الهامش : منحة الرئيس السنوية لفقراء الوطن ..
في الخانة العلوية من ذات الشيك كان المبلغ مخطوطاً بكل عنفوان
10   دنانير لا غير .





ليست هناك تعليقات: