17‏/02‏/2008

من ديوان تأبط منفى .. عدنان الصائغ

درس في التاريخ

أطرقَ مدرسُ التاريخِ العجوزُ ماسحاً غبارَ المعاركِ والطباشير عن نظارتيه
ثم أبتسمَ لتلاميذهِ الصغارِ بمرارةٍ:
ما أجحدَ قلبَ التاريخِ
أكلّ هذا العمر الجميل الذي سفحتُهُ على أوراقِهِ المصفرةِ
وسوف لا يذكرني بسطرٍ واحدٍ

*************


لا



فمه الذي اعتادَ أن يقولَ لا
مرغوهُ بالترابِ
فنمتْ أشجارٌ كثيرةٌ على امتدادِ البلادِ
يسمعُ الإمبراطورُ حفيفَها وهي تعبرُ نوافذَ قصرهِ
أجراساً من اللاءات

*********

باب

أراهم..
يدفعونني ويدخلون
يدفعونني ويخرجون
وأنا أصطفقُ بأضلاعي
وراءهم
لا أحد يلتفتُ
ليرى
كم هي مضنية
وصفيقة،
مهنة الباب

*************

نقود الله

على رصيفِ شارعِ الحمراء
يعبرُ رجلُ الدين بمسبحتِهِ الطويلةِ
يعبرُ الصعلوكُ بأحلامِهِ الحافيةِ
يعبرُ السياسي مفخّخاً برأسِ المال
يعبرُ المثقف ضائعاً

الكلُ يمرُّ مسرعاً ولا يلتفتُ
للمتسولِ الأعمى
وحدهُ المطرُ ينقّطُ على راحتِهِ الممدودةِ
باتجاهِ الله
*************

سهم


لحظةَ الانعتاقِ الخاطفةِ
بماذا يفكرُ السهمُ
بالفريسةِ
أمْ...
بالحرية




************

شكوى

نَظَرَ الأعرجُ إلى السماء
وهتفَ بغضبٍ:
أيها الربُّ
إذا لمْ يكنْ لديكَ طينٌ كافٍ
فعلامَ تعجّلتَ في تكويني



*************


بورتريه

وطنٌ هاربٌ
في دمي
هل يُخبّئُني..
أم أخبّئهُ
خلفَ سبورةِ الدرسِ
خارطة نصفها مطرٌ
… ومنافٍ
ونصفٌ شعارْ
والمدارُ الذي لفني
كسؤالٍ يتيمٍ
على رحلةِ الطفلِ
يكبرُ…
وهو يواجهُ عيني معلمهِ
دامعتين وراء الإطارْ
سوف يسأله ضابطُ السجنِ
محتدماً
- كيف سرّبتَ بين خطوطِ الطباشيرِ
هذا الحنينَ..؟
ويطفئهُ في الجدارْ

***
وأخيراً الموقع الأفضل للشاعر عدنان الصائغ

هناك تعليقان (2):

لاجئ الى متى يقول...

لحظةَ الانعتاقِ الخاطفةِ
بماذا يفكرُ السهمُ
بالفريسةِ أمْ ... بالحرية

..

سؤال لا أظن أن أسيرا يمكنه الإجابة عليه
ولكني أتمنى أن نعتق
لنتمكن من الشعور ولو للحظة
بما يفكر فيه السهم

..

أخشى ما أخشاه
أن نظل متأبطين قبرا الى الأبد

Unknown يقول...

عندما تملكنا هاجس اسمه عراق،ارتكبنا جميعا تلك الخطيئة،وصرنا كما ارادو لنا ان نصير

حمقى رايكاليون،وشعبيون انفصاليون
فما الذي يضيرنا لو كان عدنان الصائغ او الجواهري شيعة
وسألت نفسي حينها على الفور
يا هل ترى بدر شاكر السياب سني ولا شيعي
لماذا السياب،لانه اول واخر من علمني الشعر
ولكن مع مرور الوقت اكتشفت كم ان قدمي زلت في هذا المستنقع القذر
وصرت ارى الشاعر،كشاعرا..وفقط

تأبط منفى
تأبط شرا
هو المنفى ورانا ورانا ولا شو