أستطيع أنْ أُعيركَ منجلاً لأجمة تفكيرك ، أيها المغمور بالحزن والحرقة ..ولتكن نهايةً لهذه الأفكار الملعونة ..
كان هذا آخر ما سمعته أثناء النوم ... واستيقظت .
الأرق لا يبرحني أبداً ... لا أستطيع النوم .
::::::::::::::::
كان التاريخ ينظرُ إليّ حينها كذلك فعلت السروة الكبيرة .. لا يا صديقي ليست سروة درويش التي انكسرت ! هذه السروة ما زالت واقفة بمتانة ووهم . لن أقول : إنّ كلَ ما في الأمر إن السروة انكسرت !!..السروة شامخة كتاريخنا العربي بكل قيافته وجماله وانتصاره ... وبشاعته الراهنة . تلك السروة التي ربما سيزيد عمرها عن ألف عام هي بلا جذور الآن كمثل من جعل منها سروة بلا جذور ، هذا أول ما لفت انتباهي ساعة دخولي إلى ساحات المسجد الأقصى . حينما سألت عيسى الذي كنتُ برفقته لماذا الأشجار تموت هنا !!؟ أجابني بعفويته المعهودة : بسبب الحفريات الإسرائيلية تحت ساحات المسجد !! أُصبت بحالة من البلاهة اللاطبيعية وأكملنا المسير إلى الداخل ، بحقِ دُهشت لروعة وجمال النقوش والفسيفساء التي لا توصف أبداً . كان لابد هنا من الصلاة ، الحقيقة لا مبرر لوجودي داخل الأقصى سوى الصلاة ، الصلاة على ما أصاب شعوب العرب من بلادة ! ... الصلاة على الزعماء العظماء !! الصلاة على حقوقي كلاجئ فلسطيني !! ولربما الصلاة على المسجد الأقصى نفسه !!...
ويحك من هذا الميراث أنت أيها المغمور بالحزن .
بعد قليل سيرفع المؤذن صوته معلناً دعوته الموروثة للصلاة ، حيّ على الصلاة ... حيّ على الفلاح ...
لربما استطعت الاندماج قليلاً وإيهام نفسي بالخشوع وسط عبق العطور الزيتية التي ستُجبرك على إقناع نفسك بوجودك في المكان الذي يربط الأرض بالسماء ، المكان الذي عرج منه نبيٌ ذات ثورة إلى سماء ذات رحمة وعدل .
اليد على اليد والكتف على الكتف وأنت الآن معلق بين سماء وأرضية مسجد يكاد يحلق في المدى .. لا يا صديقي يا من تقرأ الآن .. أنا لا أتلاعب بالكلام بتكلف... المسجد بالفعل يحلق في المدى بحيث يكاد يصدمك صدى الصوت الذي يحدثه رأسك عند سجودك داخله .
عندما خرجت من المسجد أخبرت عيسى بأني كنت أسمع صوت المعاول والرفوش تحث رأسي .. ضحك وأخبرني إنه صوت وَلد كان يركض باحثاً عن أبيه بين جمع المصلين .
هناك 4 تعليقات:
محظوظة فتاتك المقدسية، بل محظوظة مدينتها تلك التي طالما تمنت تواجدك فيها. مع حبات المطر المتساقطة الآن على طرق سرت بها في مدينتنا العزيزة، تتمنى هي ذاتها مرور قدماك مجددا عليها والصلاة في أقصاها.
نغم
لن اكون محايدا هذه المرة
اظنه هو المحظوظ بتلك المدينة ومن تقطن فيها
مدينة كانت الاحلام فقط تجمعه بها
والان صار له فيها وصية
صارت وصيته المدينة
تلك اللتي كانت ذات يوم هناك
خلف اجفان العيون الخائفة
وها قد أتت العاصفة وحررتها
انت محظوظ يا صديقي
:)
منذ أسبوع وأنا أحاول الرد لكن الكلمات تطير مثل دخان يفارق رماد سيجارة هالكة .
لا أعرف لماذا ! هل هو بسبب ساعات العمل الطويلة التي تتجاوز أحياناً ال 18 ساعة يومياً !!!
أم بسبب السرحان الذي أصبح مرضي في هذه الفترة !!
حبيبتي نغم
أحبكِ وكفى ...
صديقي إلى متى ... قصدي لاجئ :)
نعم يا صديقي أنا محظوظ بها
ومحظوظ بك يا أفضل الأصدقاء
شكراً لك .
إرسال تعليق