هالتهُ كثرةُ الشكاوى التي ضَجرَ الملائكةُ من إيصالها..
...والدموع التي لا تصلُ صندوقَ بريدِهِ إلا ذابلةً أو متسخةً!!
والشتائم التي تُكال له يومياً بسببٍ أو دونه!!
أرادَ أن يعرفَ ما يجري في بلادِنا؟!
فتنكَّرَ بملابسِ قرويٍّ
ونزلَ من سمائِهِ البهيةِ
متجولاً في شوارعِ المدينةِ
...وبينما هو ينظرُ مشدوهاً
إلى صورِ السيد الرئيسِ تملأُ الحيطانَ والهواءَ وشاشاتِ التلفزيونِ.
مرقَ موكبُهُ المهيبُ، مجلجلاً
- بين جوقةِ المصفقين واللافتاتِ والحرس-
فتعالى الهتافُ من فمِ الرصيفِ المندلقِ
ورقصتِ البناياتُ والشجرُ والناسُ والغيومُ
فلكزَهُ أحدهم هامساً بذعر:
صفّقْ أيها المغفّل،
وإلا جرجركَ حراسُهُ الغلاظ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولو حققت المستيحل .. حلواني يا اسماعيل .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سأقذفُ جواربي إلى السماءِ..
تضامناً مع مَنْ لا يملكون الأحذيةَ
وأمشي حافياً.
ألامسُ وحولَ الشوارعِ بباطنِ قدمي
محدقاً في وجوهِ المتخمين وراءَ زجاجِ مكاتبهم
آه..
لو كانتِ الأمعاءُ البشريةُ من زجاجٍ
لرأينا كمْ سرقوا من رغيفنا ؟
:: :: ::
أيها الربُّ:
إذا لمْ تستطعْ أن تملأَ هذه المعدةَ الجرباءَ
التي تصفرُ فيها الريحُ والديدانُ
فلماذا خلقتَ لي هذه الأضراسَ النهمة؟!
وإذا لمْ تبرعمْ على سريري جسداً املوداً
فلماذا خلقتَ لي ذراعين من كبريت؟؟!
وإذا لمْ تمنحني وطناً آمناً
فلماذا خلقتَ لي هذه الأقدامَ الجوّابةَ ؟؟!
وإذا كنتَ ضجراً من شكواي
فلماذا خلقتَ لي هذا الفمَ المندلقَ بالصراخِ
ليلَ نهار؟؟؟؟!!!!!!!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق