02‏/04‏/2015

عن الربيع ورائحة الأرض بعد شتاء بارد وطويل .

لم يكن شتاء هذا العام بارداً وحسب ، بل كان طويلاً أيضاً وبشكلٍ قاس ، شعرت  أحياناً أني شيخ في التسعين يتقمص شخصية شابٍ...
قُدِرَ لهُ أن يولَد في يوم لا يبعد كثيراً عن ميلاد السيد المسيح ، لكن تفصله عنه 1981 عاماً ، بمعنى آخر فأنا على موعد مع اكتمال عامي الرابع والثلاثين هذا العام ، و روحي متهالكة جداً ومبللة ببرودة الشتاء ، الشتاء الذي لا يلحقه ربيع .
وحدهما ابناي الجميلان ما يضفي على أيامي حلاوة ذات مذاق خاص ، مذاق من الروعة بمكان قادر على إعطائي الأمل للاستمرار وبلوغ الربيع . 

لم يعد التلفاز يبث غير الرسوم المتحركة ، السنافر ، عدنان ولينا ، جريندايزر ، سالي ... الخ ، أنا في مرحلة إعادة برمجة لطفولة سرقت ذات انتفاضة 1987م - مخيم الدهيشة - ،  يصر طفلي " خالد "على السيطرة المطلقة على التلفاز ، تؤيده " شام " طفلة المفاجأة والضحكات الساحرة  ، يكتمل التآمر بانضمام حبيبتي " أمل " ، رفيقة الدرب والعمر بشتاءاته وباقي الفصول لمحور المعارضة ، فلا يكون أمامي سوى رفع راية بيضاء ، ربما كتب عليها " حباً وطواعية ، سراً وعلانية " .
الشتاء يحزم حقيبته الآن ... لكن يبدو أنه قد نسي شيء ما داخل أزقة الذاكرة ، مختزلة ببضع صور . 



ليست هناك تعليقات: