كانت فكرة شرب كأس من الشاي الممزوج بالقرفة جميلة بحد ذاتها ، تذكر بزمن الجدات الراحلات إلى منفى آخر . ما يهمني الآن هو عدم مغادرة المنزل والهرب من الأشغال الشاقة المؤبدة إلى وطن يفيض حناناً وربيعاً .
هل أنتِ راضية عني يا أمي ؟
ابتسمت كعادتها وأجابت " الله يرضى عليك " !!
انتشيتُ لإجابتها وشرعت بالتهام فطوري بنهم طفولي ...
بعد ذلك أخذت الأمور بالتصاعد فامتلأ المنزل بالهاربين إلى أحضان الأمهات ...
حبيبتي الهاربة مني إليَّ أحضرت هديتها التي حملت عبارة جميلة ..... قلب الأم زهرة لا تذبل !!!
أخيراً قررتُ الهرب من هذا الجو ... فاعتزمت الإتصال بسيارة تاكسي لتقلني وخطيبتي إلى منفانا الذي ننشد ، فاعترضت خطيبتي بحجة أننا أحق بالشواقل التي سيكلفنا إيها " تكسي طلب " ويجب التوفير من أجل مصاريف زواجنا الوشيك ... ومالنا المشي رياضة :) ...
بعد أن سرنا لمدة نصف ساعة ووفرنا ال 12 شيقل ، صَعدت خطيبتي في الحافلة وتَوَجَهَتْ إلى المدينة المشبعة بالبركة ..قدس الأقداس !!
وأنا في الطريق إلى هنا- مكان عملي - كنتُ أجلس بجانب سيدتين ..أخذتا تتبادلان الحديث وتعددان أصناف الهدايا التي انهالت عليهما بمناسبة يوم الأم فأخذتا تعددان - زهور - عطر - ملابس - الخ ، .. كنتُ ملتزماً الصمت وكذلك فعل سائق التكسي والصبي ذي العاشرة من عمره الجالس بجانب السائق , فجأة سألت الأم التي بجانبي الولد الصغير عن هديته لأمه .
أجابها : أمي ميتة يا خالتي !!! .
: "يعطيك العافية ، عندك لو سمحت قلت للسائق " ، ولُذتُ فاراً من الموقف ...
استقليتُ تاكسي آخر ودفعت الأجرة ثانيةً ولم أوفر شيئاً !!!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق