06‏/04‏/2013

سافر غريب الدار ...



بعد انقطاع عن الكتابة دام أكثر من ستة أشهر ،هـــأنـــذا أعود وفي جعبتي ما لن يعجب الكثير ... الكثير من المتحذلقين ، كارهي الرأي الآخر كارهي المستقبل ، كارهي الشمس وعصافير الصباح , والياسمين . 

وبعد المصالحة مع الذات ، والاتفاق على أن الطريق نحو فلسطين -كامل فلسطين- يبدأ من وعي الإنسان العربي  ، من وعي الذات ، والمصالحة مع أبجديات العمل الوطني . الذي تشربناه أثناء المعاناة ، معاناة اللجوء ، والفقر ، وأزيز الرصاص ، ورائحة مسيل الدموع .
فيطيب لي على رأي ( زياد الرحباني ) وبما أن هذه القصة وقعت فهي إذن واقعية   :) 

فـــ   عودٌ على بدء فيما يخص المؤامرة الكونية على سوريا   ...

اليوم 30 آذار يوم الأرض الفلسطيني بامتياز .. يوم الأرض الذي كتبنا عنه حتى زهقتنا الأرض ، وما زالت بقايا هذياننا ترتسم طلاءً  أحمر على حيطان مخيمي  ... يا زهرة النيران في قلب الجليل اما فلسطين واما النار جيلا بعد جيل . الخ هذه السمفونيات ،،،
 خلف شاشات الحاسوب ، وأسفل شرفات ونوافذ حبيباتنا الصغيرات في أزقة المخيم الملتوية ... بالفعل زهقنا وهرمنا كمان .

سأحتفي  بيوم الأرض على طريقتي أنا ، طريقتي الحلونجية ذاتها فيوم الأرض عندي يومان ، يوم لفلسطين قبلتي الأبدية ، والثاني لدمشق تلك العابقة بياسمين الدنيا ، معشوقتي إلى أبد الآبدين .


و أما بعد ،


أذكر ما حدث معي منذ سنتين ، وبالذات منذ بداية المؤامرة الصهيو قطرية على ربيع العرب ، وعلى ربيع دمشق التي لم يكن ينقصها سوى القليل من الحب والكثير من العطاء والانتماء لها ، لا سيما من قبلنا نحن - الفلسطينيين - 


يومها تعرفت عن طريق هذا العالم الافتراضي على صديقتي الجميلة هاناي ، أو كما كانت تحب أن تُسمي نفسها  ( هاناي فلسطين ) ، وهي فتاة سورية من أصول فلسطينية ، أحبت دمشق حتى قدمت على عتبات قداستها  دمها وجسدها الفتي ، بروحها التي احترفت العطاء وحب كل ما هو سوري وفلسطيني .


ولك يا هاناي  اليوم اجدد الوعد  أيتها الشاهدة والشهيدة في يوم الأرض على  ما  قطعناه سويا

فقسماً بعذابات أطفال المخيم ... سنبقى الأوفياء لسوريا ، وموقفي هو هو لن يتزحزح ...  

لا زلت أذكر ولن أنسى عندما قلتِ لي ، ما يعجبني أكثر من موقفك ورؤيتك للأمور ، هو ثبات موقفك ، بالفعل فكرت كثيراً في مغزى عباراتكِ ، التي كثيراُ ما وظفتها في كثير من المواقف ، ولكن حينما قيلت لي أحسست بجمالية النص ، ( ثبات موقفك ) ، وكأني أقل من أن تقال لي عبارة كهذه ، يومها أضفت إلى أبجدية مفرداتي كلمة ( ثبات ) ، طالما سمعتها ولم أفهمها . كيف لا والثبات نسبي دائماً حتى في أدوات القياس البسيطة . 


فعلى سبيل المثال أذكر استاذ الجامعة عندما أخبرنا بصعوبة وضع معيار دقيق لقياس الأشياء المادية والمعنوية ، أجبته حينها بأن الأشياء المادية ممكن أن تقاس بالمسطرة مثلاً ، فقاطعني بأنها غالباً تصنع من المعدن الذي هو بالضرورة سيتمدد ويتقلص طبعاً لارتفاع وانخفاض درجة الحرارة ، فهو مقياس غير صادق ،،، غير ثابت !!!!
المهم أني أتمتع بالثبات حتى ولو في قضية اختلف الناس حولها ، وهي الأزمة السورية ... وحدي أنا من وُصِفت بالثبات وهذا كل ما يعنيني هنا . 


عزيزيتي هاناي
من الثابت بالفعل ، على الصعيد السياسي أعني ، تركيا ، قطر ، الأردن حركة حماس ، جامعة الدول العربية !!!
بالفعل كلهم متغيرون أوغاد خائنون ،رضوا لأنفسهم أن يكونوا أحجار دمى بيد الغطرسة الأمريكية ، فتركيا أخذت اعتذارها من إسرائيل بحق ما جرى لتسعة أبطال أضاعت تركيا دماءهم واكتفت باعتذار مسموم فاضح عاهر ، مع أن علاقاتها بإسرائيل لم تتغير يوماً كما أوهمونا  .
وحركة حماس نأت بنفسها في البداية ، لتتملق لاحقاً وعلى الملأ وتتهافت مع المتهافتين على لعق قدم أردوغان وحمد القطري ، واستبدلت من لم يعترف بإسرائيل يوماً ولم يقبل أن يرفع لها رايةً فوق عاصمته بـمن زار تل آبيب وغزة تُقصف بالفسفور الأبيض . !!! فما أوسخكم .
مر أكثر من سنتين يا هاناي ، وما زلت مؤمناً بانتصارنا ، وبشائر النصر تلوح في الأفق ، ومن يعتقد بغير ذلك فهو واهم ، واهم  ، واهم .

عزيزتي هاناي ، الشهيدة والشاهدة ، 

:::::::::::::::::


لا زلت أذكر حبكِ لإبني خالد ، فرحتك بصوره التي أرسلتها لك عبر الإيميل . 

كبر خالد يا هناي ... وفقدتكِ أنت ِ
كبر خالد يا هناي ... وسوريا صامدة بشعبها وقيادتها .
كبر خالد يا هناي ... وهو يستمع معي كل يوم بأغانينا الجميلة ... رشو الورد ورشوا الرز طل علينا جيش العز ...
ما زال خالد يكبر ... وبقيتِ أنت الطفلة الشعلة ، أيقونة النصر القادم ، وسيعلم خالد  يوماً أنَّ دماءك قُــدمت قرباناً على عتبات التحرر من تخلف أحفاد أبي لهب  (حمد القطري وأردوغان التركي)  مستنسخي يهوذا الإسخريوطي في أزمنة  النفط والحريم ، أزمنة  واحات الموز الخليجي بامتياز .
وسبق أن قلت أن خالد ورفاقه ، وكل الخيول الجامحة لن ترضى يوماً بغير فلسطين . 

::::
لروحكِ زهرة

ولنا نصرُ منتظر ... في سوريا العروبة ... سوريا الأسود .